سوريا أرض المحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.




 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قصه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
rana
عضو نشط
rana


انثى
عدد الرسائل : 59
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

قصه Empty
مُساهمةموضوع: قصه   قصه I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 25, 2007 1:59 am

ما أن فتح "أمين" باب شقته حتى أقبلت عليه قطته لتتمسح به كعادتها كل يوم بعد عودته من العمل. رفعها إلي كتفه فالتفت حول رقبته، وذهب بها إلي المطبخ فوجد زوجته "سلوى" تحمل وعاء القطة، ألقي عليها السلام، ثم ملأ الوعاء باللبن ووضعاه سويا في ركن المطبخ حيث تعودت أن تأكل هريرتهما. خرجا سويا فقدم إليها "كاميليتها" فضحكت سلوى وقالت:
- أمين، ألا تنسى هذا أبدا؟ لقد مر علي زواجنا بضع سنين.
- كيف أنسى؟ ألست تحبينها؟

نظرت في عينيه وهمت بالرد لكن شيء ما في عينيه جذب انتباهها فقالت متعجبة:
- مالك؟ لا يعجبني شكلك اليوم. أحدث شيء ما؟
- لا تقلقي وتشغلي نفسك. مشاكل بالعمل.
- كيف لا أقلق وتبدو مختلفا! ألست زوجتك وحبيبتك؟
- بلي! لكن أخبريني بالمهم أولا؛ كيف حال الحمل؟
- الحمد لله! يبدو أن "يوسف أفندي" سوف يكون مزعجا كأبيه!
- يا للنساء! ولماذا لا تقولي أن "مريم هانم" سوف تكون عبيطة كأمها؟
- يا للرجال! أنا عبيطة؟
- طبعا! ألم تتزوجي مزعجا!

انفجرا ضاحكين ثم سألته سلوى:
- أصدقني القول يا أمين: هل تريد الطفل ولدا أم بنتا؟ أعرفكم معشر الرجال تريدون الولد وتتزوجون مثني وثلاث ورباع من أحل هذا.
- أمر الولد - من ناحية علم الجينات- مسؤولية الرجل وليس المرأة ثم ما يأتي به الله خيرا يا سلوى! ولد، بنت، توأم. كل أمر المؤمن خيرا.
- ونعم بالله! لكن هل تعتقد أنه سوف يستقر أم مثل المرات الثلاث السابقة؟
- وعسى أن تكرهوا وعسى أن تحبوا. أليس كذلك؟
- بلي. لكن بالله عليك أصدقني القول، ماذا بك؟

صمت أمين قليلا ثم قال لها
- يبدو أنني في طريقي إلي ترك العمل.
- (صمت قليلا ثم قالت) هل حدث ما كنت تخشاه؟
- نعم. والأمور دخلت في طريق لا يرضي ربي. وقد حاولت التغيير بلا جدوى!
- أعلم الموضوع لكن هل تعتقد أنك سوف تجد عملا آخر بسهولة؟
- بكل صراحة؛ لا أعتقد بسهولة وجود عمل آخر بمثل هذه الامتيازات بسهولة.
- ألا يمكن أن يقوم بعمل آخر بدلا من هذا؟ أم يقوم به أحد غيرك؟
- المشكلة أنه لا يوجد لي عمل غيره عندهم؛ لذا أقوم به أو لا أقوم.
- أعلم يا أمين أعلم.
- كل شيء كان علي ما يرام لكن العمل المطلوب ضد حد من حدود الله يا سلوى.
- أعلم يا أمين أعلم لكن كنت أتساءل فقط من باب الأمل.

نظر إليها أمين طويلا ثم قال:
- سلوى؛ لا تطاوعني يداي علي أن أفعل ما لا يرضي ربي وإن ارضي عباده. سوف أستقيل.

أمسكت يديه ونظرت في عينيه وقالت:
- أمين؛ لا يوجد ما يستحق أن يغضب الله مهما يكن. أليس كذلك؟
- بلى هذا هو مربط الفرس لكن أكثر الناس عن آيات ربنا لغافلون.
- ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب.
- أوليس المؤمن القوي خير وأحب من إلي الله من المؤمن الضعيف؟
- بلى! وربح البيع إن شاء الله أبا يوسف.
- إذا توكلت علي الله يا أم مريم! هذا قراري بالفعل لكن عواقبه لن تعود علي فقط.
- لن يتركنا الله! لكن المشكلة في الناس!
- حسبنا الله ونعم الوكيل. دعينا عليها مع الأخذ بالأسباب.

بعد عدة أيام تدخلت "وساطات الإصلاح" على شاكلة "إن الله غفور رحيم"، "الضرورات تبيح المحظورات" ، "يا سيدي كبر دماغك"، "فتح مخك وإعمل الشغل وربنا عالم بضميرك" وختامها "يا عم أمين قم بهذا العمل ثم سافر عمرة تستغفر فيها ربك".

لم يجد أمين بد من تقديم استقالته في آخر الأسبوع. قدمها لمديره الذي ضحك ساخرا منه:
- بصراحة "أنت وش فقر". هل من عاقل يترك هذا العمل من أجل كلام فاضي؟
- (بابتسامة) الحمد لله أنكم أنتم العاقلون! هو بالفعل كلام فاضي.
- يا أمين يابني راجع نفسك، لا يستطيع سواك إتمام هذا العمل.
- لا أستطيع أن أفعله وقد تناقشنا مرارا.
- يا أمين يا بني، أنا أريد مصلحتك. لن تجد عملا بمثل هذه الامتيازات بعد هذه المدة.
- إن الله هو الرزاق العليم. وقد صدقت عندما قلت راجع نفسك.
- أنت حر. كل واحد ينام علي الجانب الذي يريحه.

خرج أمين من العمل بعد قبول إستقالته لا يلوي على شيء فإذ بهاتفه الخلوي يدق: هناك من يخبره بأن سلوى تقلت في المستشفى منذ ساعة. لم يعرف إن كانت أمه أم أمها على الهاتف. كل ما يعرفه أنه وطوال الطريق أخذ يدعو قائلا:
- يا ربي سلم، إنها في السابع لأول مرة بعد إجهاض دام بضع سنين. يا ربي سلم عليها.

وصل إلي المستشفي فوجد والدته باستقباله. توجس خيفة فبادرته قائله:
- سلوى بخير. لكن التوأم سقطا. كانا ولد وبنت.
- لا حول ولا قوة إلا بالله! إنا لله وإنا إليه راجعون. حسبنا الله ونعم الوكيل. المهم سلوى يا أماه.

دخل غرفتها فوجدها تبكي. استأذن أمها أن تتركهما قليلا. قالت سلوى من بين دموعها:
- آسفة يا أمين. كان بودي أن أهب لك يوسف ومريم.
- علي ماذا تتأسفين؟ ما شاء الله كان وما شاء لم يكن . قولي حسبنا الله ونعم الوكيل.
- حسبنا الله ونعم الوكيل. لكن يبدو لي أن السعادة لا تكتمل. تري هل حسدنا الناس؟
- هذا في الآخره. أما عن الدنيا، ألسنا نداوم علي الأذكار، والسبع تمرات في الصباح؟
- بلي والحمد لله!
- إذا دعي موضوع الحسد جانبا وبصراحة لماذا نعلق مشاكلنا علي الحسد الذي يصيبنا ولا يصيب الغرب مثلا؟ هذا أمر الله ومشيئته التي لا راد لها.

ثم ضحك أمين عاليا فتساءلت سلوى ضاحكة لضحكه:
- خير يا أبو التوأم سابقا؟
- بدلا من العمل بجد لننهض من كبوتنا، ما رأيك أن نرسل اقتراحا للجامعة العربية بتكوين فرقة "حسدوف الثالث عشر"؟ في كل حي عربي ننظم فرقة تحت قيادة مشتركة بها 13 نفرا تبتهل -في أوقات معينه- فتجعل لعنتها عليهم عسي أن يسقط ونستريح وننعم بلا عمل!
- قالت (ضاحكة من بين دموعها) يبدوا أنها سوف تكون فرقة نسائية بالدرجة الأولى!
- (ابتسم قائلا) النساء شقائق الرجال. لذا فمنها الرجالي أيضا. لكن المشكلة في تنظيم الأمور!
- كيف؟ تراك تقصد القيادة المتحدة أم الخوف في أن يتقاتلا ويحسدا بعضهما البعض؟
- هذا وارد طبعا لكني قصدت الناحية التقنية البحتة: 13= 6 رجال + 6 نساء فيبقي واحدا ماذا نفعل به؟ رجل أم امرأة!. مشكلة!

ضحكا عاليا لبضع ثوان ثم قالت له:
- بلاش فلسفة لأجل خاطر عيون أمك (حماتي)!
- بمناسبة حماتك، كيف حال أمك (حماتي)؟
- بخير! هي أمي طبعا لكن لا يعجبها الحال إن كان حالي أو حالك.
- أمي أيضا كذلك لكن حدود الله ليس فيها شفيع.
- بلي! هل تعلم ماذا نقول أمي عنا؟ تردد مثل عامي: "إتلم المتعوس على خايب الرجا"
- ما شاء الله! هذا ما قالته أمي. يبدو أننا وفقنا بينهما أخيرا فمصائب قوم عند قوم فوائد.

ضحكا عاليا، ثم قال أمين:
- سؤال بمناسبة هذا المثل: في رأيك، من فينا التعس ومن خائب الرجاء؟
- يا سلام! هل هذا وقت الجمل المفيدة؟ يا سيدي كلنا في الهوا سوا.

انهي أمين إجراءات الخروج من المستشفى، وما أن ركبا السيارة حتى اخرج لها كاميليتها المعتادة. فضحكت سلوى وقالت:
- أمين، ألا تنسى هذا أبدا؟ لقد مر علي زواجنا بضع سنين.
- كيف أنسى؟ ألست تحبينها؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
IIkaptenII
عضو نشط



ذكر
عدد الرسائل : 69
العمر : 46
تاريخ التسجيل : 18/10/2007

قصه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه   قصه I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 25, 2007 5:00 am

يسلمو رنا .. بس انو لهلئ ما لقى شغل ?
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rana
عضو نشط
rana


انثى
عدد الرسائل : 59
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 21/10/2007

قصه Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصه   قصه I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 25, 2007 5:09 am

lah lah lesh ma l2eet shgel
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سوريا أرض المحبة :: ღ♥ஓالشعر والقصص القصيرةஓ♥ღ :: ღ♥ஓالشعر والقصة القصيرةஓ♥ღ-
انتقل الى: